لوران ووكويز يضع استراتيجية جريئة لاستعداد مستقبله السياسي في فرنسا، مركّزًا على جذوره الإقليمية في هوت-لوار ودوره داخل الجمهوريون. وعلمًا منه بالتحديات المرتقبة في الانتخابات التشريعية القادمة، يسعى لتثبيت نفسه كعنصر رئيسي، بينما يبدأ في مناقشات حول التحالفات الضرورية لمواجهة عصر ماكرون. قوته تكمن في رغبته في بناء تحالف قوي للمستقبل.
كيف يبني لوران ووكويز استراتيجيته للانتخابات التشريعية لعام 2024؟
لوران ووكويز، رئيس منطقة أوفيرن-رون-ألب، يبدو واضحاً في عزيمته على العودة بشكل ملحوظ خلال الانتخابات التشريعية لعام 2024. بالاعتماد على جذوره الإقليمية وقلعته في هوت-لوار، يسعى لتحفيز الناخبين المحليين. اختيار هذه الدائرة ليس عشوائياً، حيث إنها المكان الذي بنى فيه مسيرته السياسية وحيث يتمتع بشرعية معينة. لقد أعلن ووكويز بالفعل عن ترشحه، الذي يليق بزعماء حزبه الجمهوريون. يهدف هذا الإعلان، الذي كان منتظراً منذ فترة طويلة، إلى جمع الدعم وتحفيز أنصاره حول رؤية سياسية جذابة.
لدعم صعوده، يعتمد لوران ووكويز على عدة محاور رئيسية من شأنها تعزيز وجوده:
- تعزيز صورته : التواصل بفعالية حول إنجازاته كرئيس للمنطقة.
- تحفيز الأنصار : تشجيع الشباب على المشاركة بنشاط في هذه الحملة.
- إنشاء تحالف : تثبيت نفسه كعنصر رئيسي في تحالف محتمل مع قوى اليمين الأخرى.
لماذا يضع ووكويز نفسه كحصن ضد الRN؟
في صميم خطابه، يمثل لوران ووكويز ضمانة لـ اليمين الجمهوري، متخذاً موقفاً ضد التجمع الوطني (RN). بالنسبة له، يمثل صعود RN في الجمعية الوطنية خطراً على الديمقراطية وقيم فرنسا. من خلال استخدام بلاغة مقاومة محتملة للهيمنة من قبل RN، يؤكد على ضرورة وجود يمين قوي يمكنه ضمان الاستمرارية والاستقرار في فرنسا. يؤكد ووكويز أن القوة السياسية المستقرة وحدها ستكون قادرة على مواجهتها هذه الاتجاه. يتيح له هذا الموقف جذب الناخبين المعتدلين الذين قد يترددون بين FN وLR.
يترافق هذا التوجه مع إجراءات ملموسة، مثل :
- انتقاد سياسات إيمانويل ماكرون : يسلط ووكويز الضوء على النقائص في السياسة الحالية، مشيراً إلى الدفاع عن الطبقات المتوسطة.
- الحوار مع الناخبين : من خلال تدخلاته العامة، يسعى لتأسيس علاقة مباشرة مع المواطنين، مفسراً لهم بجدية مشروعه.
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي : يستغل ووكويز هذه المنصات للوصول إلى جمهور أوسع، عبر مشاركة أفكاره والرد على اهتمامات الفرنسيين.
ما هي التحالفات التي يخطط لها لمستقبله السياسي؟
تُعتبر التحالفات أساسية بالنسبة للوران ووكويز، الذي يرغب في أن يكون عنصراً رئيسياً في التحالف الذي يأمل فيه المفاوض السابق لبريكست، ميشيل بارنييه. من خلال بناء جسور مع شخصيات أخرى من اليمين، يأمل في جمع ليس فقط الجمهوريون، ولكن أيضاً أعضاء من أحزاب يمينية أخرى. يُنظر إلى هذه الشبكة من التحالفات كوسيلة لتوسيع تأثيره داخل الجمعية الوطنية وزيادة وزنه أمام معارضة متشتتة.
يرغب ووكويز في الأساس في توحيد الجهود حول برنامجه، ولذلك فإنه :
- يؤسس حواراً بناءً مع قادة مختلفين من اليمين.
- يتركز على اهتماماته حول الحقائق المحلية، ليترك بـوضوح أثرًا أكبر في الأذهان.
- يذكر باستمرار أهمية الوحدة في مواجهة التحديات المشتركة.
خلال خطبه الأخيرة، أكد لوران ووكويز مرة أخرى على إرادته في إخراج فرنسا من ما يعتبره انحداراً. يعزو هذه الوضعية إلى غياب القيادة القوية والانحراف السياسي في السنوات الأخيرة. لبناء هذه الرؤية، يوازن بدهاء بين تقييم مقلق وخطاب ملهم، مشجعًا الشعب على الانضمام إلى بحثه عن تحسين حالة فرنسا.
لإيضاح رؤيته، يستند إلى عدة مواضيع، منها :
- تعزيز الهوية الوطنية : التأكيد على القيم الجمهورية وتاريخ فرنسا.
- الأمن : تعزيز سياسات الأمن تماشياً مع اهتمامات المواطنين.
- الاقتصاد : تقديم حلول ملموسة لتحفيز النمو ودعم الصناعة المحلية.
كيف يعتزم ووكويز تجاوز عصر ماكرون؟
يمثل لوران ووكويز المعارضة لما يصفه بـ “عصر ماكرون”. يُرجع إلى الرئاسة الحالية مسؤولية زيادة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الفرنسيون. من خلال استشراف النقاشات المقبلة، يقدم صورة عن التجديد وتعزيز قيم اليمين، مُحددًا نفسه كصوت لهذا التوجه الجديد في الجمعية الوطنية.
تدور خطة عمله حول عدة مبادرات، من بينها :
- اقتراحات تشريعية جريئة : صياغة نصوص بأفكار قوية لترك أثر في الأذهان.
- تجديد الخطاب السياسي : الابتكار في اتصاله ليتناسب مع توقعات المواطنين اليوم.
- تحفيز مؤيديه : دعوة للالتزام، تحث الجميع على لعب دور نشط في هذه إعادة تشكيل السياسية.
لوران ووكويز، شخصية بارزة في اليمين الفرنسي، ينخرط في مسار استراتيجي لبناء مستقبله السياسي. بالاعتماد على تواجده الإقليمي القوي في أوفيرن-رون-ألب، يسعى لموازنة صورته كقائد بينما يتلاءم مع التيارات السياسية المعاصرة. تبقى رغبته في الإعلان عن ترشحه متزامنة مع أهداف واضحة، منها البحث عن دعم قوي داخل اليمين. يدل موقعه إزاء احتمال وجود تحالف مستقبلي مع ميشيل بارنييه على فكرة استراتيجية وقدرة على التجديف في مشهد سياسي معقد.
يفصل ووكويز نفسه ليس فقط كسياسي مصمم، ولكن أيضاً كمنظّر ينظر إلى المستقبل لانتخابات الرئاسة لعام 2027. كما أعرب مؤخراً، طموحه هو تجاوز الانقسامات التقليدية لجمع الجماهير حول مشروع مشترك، مما يمهد الطريق للتحالفات المحتملة. مظهره الحيوي ومواقفه الحازمة، خاصة عند انتقاداته لـ LFI، يوضح سياسة جريئة ومدروسة، جاهزة لتشكيل مستقبل اليمين في فرنسا.